الاستدامة

يمثل نشوء أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي أصبحت اليوم جزءً من السياسة العامة الوطنية في العديد من البلدان، إعلانا صريحا عن السلوكيات الاقتصادية والمالية غير المقبولة للأفراد والشركات والتي أدت إلى العديد من الآثار السلبية على الطبيعة والحياة البشرية، ولذلك تتمحور رسالة وسياسات المنظمات متعددة الأطراف والمبنية على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حول أخذ استدامة جميع أصحاب المصلحة بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات الاقتصادية والمالية. 

إن الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها  في إطار تقديم الخدمات المالية هو ما يميز المصرف الإسلامي عن غيره من المصارف، ولا يمكن بغياب هذا الالتزام التمتع بالمصداقية الشرعية الكافية لتحقيق هوية المصرف في الواقع وجذب المستثمرين والزبائن الذين يرغبون باستثمار أموالهم والدخول في المعاملات بطرق تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها، واستناداً الى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة  والى توجه مجلس إدارة المصرف الدولي الإسلامي، والخطة الاستراتيجية للمصرف؛ فقد تم اعداد هذه السياسة بما يتوافق مع تلك التوجهات والخطط بحيث تقوم هذه الوثيقة بتوضيح انشطة الاستدامة في المصرف.

1. الأهداف

• ان تكون مرجعاً يُبيّن النظام الذي يتبعه المصرف في تطبيق سياسة انشطة الاستدامة.
• مواكبة التطورات الدولية في مجال انشطة الاستدامة.
• تلبية الطلب المتزايد على الالتزام بتطبيق انشطة الاستدامة.
• بناء سمعة وثقة لتكوين علاقات طولية الامد مع كافة الاطراف ذات الصلة بالمصرف.
• التأكيد على مبادئ المصداقية و النزاهة و الافصاح و الشفافية
• التأكيد على دور ادارة المخاطر في عمليات دراسة وتنفيذ وتقييم العمليات المصرفية لغرض تعزيز الاثر الايجابي وتقليل الاثر السلبي الناتج عنها.
• التعامل بشكل انساني ينبذ كافة اشكال العنصرية والتمييز والطائفية مع كافة الاطراف المرتبطة بنشاطاته.
• دعم المجتمع من خلال أنشطة المسؤولية الاجتماعية.

2- نطاق تطبيق السياسة

تعتبر المبادئ الواردة في هذه السياسة ملزمة لكافة العاملين في المصرف

3- سياسة وركائز الاستدامة في المصرف الدولي الاسلامي

سياسة وركائز الاستدامة في المصرف الدولي الاسلامي

   أ - التمويل المستدام: المصرف ملتزم بتضمين المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في المحفظة التمويلية والاستثمارية. حيث ان التمويل المستدام هو دمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في أنشطة المصرف التمويلية، وذلك من أجل تحقيق الربح،ويتمثل هدف المصرف في دعم الزبائن لإدارة مخاطرهم البيئية والاجتماعية، وتوفير التمويل للشركات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. بالإضافة الى التزام المصرف بأحكام الشريعة الإسلامية للمساهمة في تعزيز الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال التمويل والاستثمار المستدام.وتتحقق هذه الركيزة من خلال العمل على عدة بنود وكالاتي :

• لتمويل والاستثمار المستدام
• المنتجات والخدمات المستدامة
• دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة    

    ب- العمليات المصرفية المسؤولة:  يهدف المصرف  إلى تعزيز الأداء المالي والتشغيلي لزيادة القيمة العائدة على المساهمين والزبائن. حرص المصرف على الحفاظ على سمعته كمؤسسة مسؤولة أمام أصحاب المصلحة، حيث ركز على الرقمنة والابتكار لتحقيق أقصى قدر من رضا الزبائن، مع حماية أمن البيانات. امتدت جهود الخدمات المصرفية المسؤولة عبر سلسلة متكاملة، حيث تم التركيز عن كثب مع الموردين لمراقبة وإدارة مشاريع المصرف، كما يراقب المصرف أي تأثير سلبي ممكن على البيئة والسعي في محاولة لتقليله.

وتتحقق هذه الركيزة من خلال العمل على عدة بنود وكالاتي :

• الرقمنة والابتكار 
• العلاقات مع الزبائن 
• خصوصية وأمن البيانات
• التأثير البيئي
• الشراء المسؤول وسلسلة التوريد

   ج- الحوكمة والامتثال وإدارة المخاطر: مواصلة تطوير هيكل تنظيمي  يعزز ويطور السياسات، من أجل مراقبة وإدارة المخاطر والفرص ضمن عمليات المصرف.

يلعب الهيكل التنظيمي القوي دوراً رئيسيًّا في تشكيل الثقافة والامتثال التنظيمي وممارسات الأعمال في المصرف، فمن خلال هيكل الحوكمة القوي ونظام إدارة المخاطر، يسهل عميلة تحديد وظائف ومسؤوليات المصرف، وتعزيز مبادئ العدل والمساواة، وضمان التحكم الفعّال، بالإضافة إلى إدارة المخاطر والشفافية والإفصاح، وتنظيم حقوق المساهمين، وكذلك تشجيع تقدم المجتمع وتنميته، مما يؤدي إلى تحسين الاداء بشكل عام والقدرة على الاستفادة من الفرص الجديدة التي تعزز قيمة المساهمين.

وتتحقق هذه الركيزة من خلال العمل على عدة بنود وكالاتي :

• الامتثال الداخلي والتدقيق وإعداد التقارير
• إدارة المخاطر
• مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
• مكافحة الرشوة والفساد 
• منع الاحتيال
• الأداء المالي والاقتصادي

    د- تمكين القوى العاملة: يسعى المصرف  لخلق بيئة عمل تتيح لموظفيه التطور على المستوى الشخصي والمهني، مع الحفاظ على رفاهيتهم. ويسعى المصرف باستمرار لإنشاء بيئة عمل تتيح للأفراد التطور والنمو، وذلك من خلال توفير فرص التطور والتقدم الوظيفي وتعزيز درجة الرضا الوظيفي. ويفخر المصرف بقدرته على تقديم خدمات متنوّعة لموظفيه ويسعى دومًا للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

وتتحقق هذه الركيزة من خلال العمل على عدة بنود وكالاتي :

• تنمية القوى العاملة والرفاهية
• تمكين الوظائف

 ه- التأثيرات الإيجابية على المجتمع: يسعى المصرف  للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية من خلال الاستثمارات المخصصة والرعاية والحملات التوعوية.

وتتحقق هذه الركيزة من خلال العمل على عدة بنود وكالاتي :

• دعم المجتمع والاستثمارات
• إمكانية الوصول والشمول المالي
• خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن

4- دور مجلس الإدارة في تحقيق الاستدامة 

ان موضوع الاستدامة من المواضيع الشائعة على نطاق واسع في عالم المال والاعمال، وقد طرح العديد من الأسئلة حول دور مجلس الإدارة في الاستدامة فقد تزايد استيعاب المستثمرين لحقيقة مفادها إن أداء المؤسسة فى المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وحوكمة تقنية المعلومات والاتصالات الذي يؤثر تأثيراً مباشراً على ربحية المؤسسة على المدى البعيد ويسهم هذا الإدراك في تحويل الاستثمار المستدام" بكل بساطة إلى "الاستثمار" فقد بات معظم المنفذين يدركون الآن أن المسائل البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية وحوكمة تقنية المعلومات والاتصالات يجب أن تؤخذ بالحسبان في الخطط الاستراتيجية.

تم اتباع إطار عمل المدرج ادناه يهدف إلى مساعدة مجلس الإدارة في صياغة ووضع الغاية وأطلق على هذا الإطار باللغة الإنجليزية اسم (SCORE)، وهي كلمة مؤلفة من الأحرف الأولى للكلمات والعبارات الإنجليزية الخمس التالية التي تعني التبسيط والربط، والتبني والمكافأة، وتقديم مثال يُحتذى به، وهي الإجراءات الخمسة التي يحددها الإطار ويمكن أن تساعد مجلس الإدارة في التعبير عن القيمة المقترحة الدائمة من المؤسسة ومحفزات هذه القيمة وتعزيزها.

يكون اطار العمل كالاتي:-

أ. التبسيط : يبدأ تبنّي الغاية وتفعيلها بمعرفة ماهيتها ولهذا السبب، فإن الغاية يجب أن تكون بسيطة وواضحة، أي أن تكون مباشرة بما يكفي لكي يفهمها جميع العاملين في المؤسسة وسلسلة التوريد الأعم وغيرها من الجهات المعنية. 

ب. الربط: بعد أن يتم تحديد الغاية يتم ربطها بالاستراتيجية والقرارات المتعلقة بتخصيص رأس المال فجوهر الاستراتيجية يتمثل في اتخاذ خيارات معيّنة ورفض خيارات أخرى عن وعي بعد مداولات جدية ثم تأتي بعد ذلك وبشكل طبيعي القرارات المتعلقة بتخصيص رأس المال في بعض الأحيان، قد تقود هذه العملية الشركة إلى التضحية بالأرباح على المدى القصير من خلال التخلي عن منتج مدر للأرباح لكنه مضر بالبيئة.

ج. التبني: تبدأ عملية تبنّي الغاية لدى مجلس الإدارة، الذي يجب عليه أن يضع الآليات، وأنظمة التحكم والعمليات المناسبة لتفعيل الغاية ويتجاوز ذلك مجرّد تفويض المهمة إلى اللجان المنبثقة عنه. إذ يجب على الإدارة العليا أن تتحمل مسؤولية ضمان تبنّي جميع من في المؤسسة ، حتى أصغر عامل في الميدان، ولاسيما عند اتخاذ قرارات تقوم على مبدأ المقايضة بين الخيارات الصعبة ويحتاج التبني الفعال للغاية التشاور مع الموظفين وإشراكهم بالكامل في وضع الغاية المعلنة للمصرف موضع التطبيق رغم أن الإدارة التنفيذية مسؤولة عن التواصل المباشر مع الموظفين، إلا أن بوسع مجلس الإدارة وضع استراتيجيات داخلية للتواصل والإشراف على تطبيقها لضمان نشر غاية واهداف المصرف في أنحاء المؤسسة. 

د. المكافأة: يعد مجلس الإدارة ولاسيما عبر لجنة الترشيحات والمكافآت التابعة له ، مسؤولاً عن وضع المقاييس التي ستستخدم في تحديد الترقيات والمكافآت التي ستمنح في عموم المؤسسة ولا بد من تقديم مكافآت لمن يحققون الغاية وليس فقط لمن يحققون الأرباح. حيث تستند لا المكافآت اليوم إلى حد كبير على المقاييس المالية القصيرة الأجل فقط ولكن يتم استعمال مجموعة اوسع من المقاييس المالية وغير المالية لتقييم الأداء على مدار فترات زمنية أطول أجلاً.

ه. تقديم مثال يُحتذى به : لا بد من ضرب مثال يُحتذى به على الغاية وكيفية تحقيقها، على أن تكون هذه الأمثلة كمية ونوعية. وفيما يتعلق بالأمثلة الكمية، يقوم المصرف بدمج تقاريره المتعلقة بالأداء المالي مع التقارير المتعلقة بأدائه في مجال الاستدامة، بحيث يظهر الترابط بين النتائج في هذين المجالين. وبالنسبة للأمثلة النوعية، حيث نركز على امتلاك بيانات سردية متسقة تشمل قصصاً عما يفعله المصرف وموظفوه لتحقيق الغاية.

5. دور الموظفين في تحقيق الاستدامة

تم صياغة نموذجاً من ثلاث مراحل يبين كيف يمكن للمؤسسات تخطي الإخفاقات والوصول إلى الاستدامة حيث تشير الملكية النفسية إلى مشاعر الحيازة والاتصال التي نطورها نحو غرض جذاب، والذي قد يكون شخصاً أو شركة أو حتى فكرة وأظهرت البحوث أنّ مشاعر الملكية التنظيمية تؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي والمشاركة والإنتاجية والأرباح. ويجعل هذا الملكية مفهوماً قوياً لأولئك الذين يسعون إلى تحفيز المؤسسة حول الاستدامة ونلاحظ يومياً أدلة على تغيّر المناخ وغيرها من القضايا التي تضر رفاهية الانسان، ويتوق معظم الناس إلى القيام بشيء ولكن لا يعرف ما هو ولا كيفية القيام به ويمكن للمصرف سد هذا الفراغ واكتساب ميزة تنافسية من خلال تحويل الجهات ذات العلاقة من متفرجين إلى مالكين للاستدامة، ما يؤدي إلى حدوثها بشكل عام وحدوث ذلك الجزء المرتبط بالصالح الاجتماعي والذي يمثل جزءاً مهما فيها.

يمتلك إطار العمل لإنشاء ملكية للاستدامة ثلاث مراحل: 

 أ. الاحتضان

تكون البداية أولاً في الاحتضان، حيث يتم القيام بذلك عبر:

• تحديد ملامح مجال الاستدامة الخاص بالمصرف من خلال التفكير في أهداف العمل ودورها المحدد في العالم. 
• جعل الاهداف مركزة أكثر من خلال إنشاء قائمة مبنية على أبحاث حول القضايا الجوهرية عبر كامل سلسلة القيمة. وتحدد هذه القائمة مجالات التداخل في أولويات استدامة المصرف والجهات ذات العلاقة.

ب. الاطلاق

ينطوي إطلاق خطة الاستدامة الخاصة بالمصرف على تعريف الجهات ذات العلاقة بالخطة والتركيز على جعلهم يتحمسون لها في الوقت نفسه من خلال جذب الموظفين والأشخاص المعنيين لامتلاك الاستدامة، حيث يتم الترويج لها كفرصة للمساهمة في مستقبل الرفاهية لكل من المصرف والمجتمع. وفي بعض الأحيان مخاطبة العقل ( عبر تقديم الحوافز المالية والحديث عن التقدم الوظيفي)، وأحياناً أخرى مخاطبة القلب والنظر إلى الفرق الذي سنحققه)  وفي أحيان أخرى، يتم مخاطبتهما معاً.

ج. الترسيخ

يؤدي ترسيخ مشاعر الملكية هذه إلى جعل الاستدامة أمراً تلقائياً بمعنى آخر، أمراً يقوم الناس به دونما تفكير ومن شأنه إجراء قياسات للنجاح وتقديم الملاحظات المستمرة بشأن أهداف الاستدامة إزالة الغموض عن مساهمات الجهات ذات العلاقة والتحرك تدريجياً نحو امتلاك الاستدامة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من وظائفها حيث يلتزم المدراء استخدام أهداف الاستدامة لتقييم تقاريرهم المباشرة ومقارنة الموظفين والأقسام والشُعب.